أجهزة الأبل الشهيرة، الـ«آي بود» والـ«آي فون»، أجهزة بلا قلب!
فأنت لا تستطيع أن تمسك بها في لحظة فراغ، وأن تقتحمها وتعبث بمحتوياتها، كما كانت العادة أيام أجهزة الفيديو الـ«جي في سي»، والأتاري! ولّى زمن اقتحام الأشياء، ورغم تلك القسوة والجفاء والخصوصية، والحرص على أفئدتها من عبث أصابع لا ترحم، إلا أن تلك الماركة المميزة أشعلت النار في قلب المستخدم، وجعلت من المستهلك عاشقًا ولهانًا لا يستطيع أن يقاوم نظرة عين!
كيف صنعت أبل مملكتها؟ ببساطة استطاعت أن تسحر العقل، في صورة لنموذج صالح للحب الناضج.. تعاملت مع المستهلك الذكي، واكتسحت رغباته المجنونة، فملكته للأبد، مقدمةً له ما يريد في صورة خلابة، وغلاف أنيق، يجعل القلب يدق، واللعاب يسيل إذا ما حان ميعاد اللقاء.
ورغم أن منطق «الأبد»، في عالم الأعمال، ضرب من الخيال، إلا أن «أبل» اليوم تعلمنا درسًا مفاده أن الحب يكون أقوى وأصدق إن أتى عن طريق العقل، حيثُ تولد العاطفة حين يشعر المخ بالراحة والاستمتاع والإشباع، لنتيقن، وبالتجربة العملية، أنه من الممكن جدًا أن نصل لقلب من نريد، متخذين طريق العقل.. ولا ضرر في ذلك ولا حرج.
لذا، فإن د. فيل، يقول لك إن الخطوة الأولى في تأسيس علاقة ناجحة مع شريك العمر، هي تحضير قائمة بأولوياتك ومتطلباتك، وأن تحرص على أن تكون القائمة الذهبية دليلك في البحث عن رفيق العمر القادم.
ودكتور فيل، ليس عبقرياً، بل أصلع غلبان، ورغم ذلك فمن المفيد الإصغاء إليه أحيانًا، رغم مأساوية علاجه وحلوله التي يقدمها لبعض الحالات التي نراها في برنامجه الشهير كل أسبوع!
وعودة للقائمة المنتقاة، فالمنطق والعقل ودكتور فيل، يجمعون أنها يجب أن تكون دليلك في عالم مزدحم بالوجوه، وأن من شروط تلك القائمة السحرية أن تكون منطقية، وليست تعجيزية، وبعدها سيولد الحب شلالات وأنهارًا، بل عالم محيطات متكاملاً يمتلئ رغدًا وسعادة حياتية طويلة. إلا أن الأخت الكريمة، مديحة، التي تمضي عامها الخمسين بلا زواج، أو حتى فرص قد تلوح في الأفق، أجابت حين سألناها عن سر تجربتها في عالم الحب العذري، فقالت: أبحث عن عريس يكون أثرى رجل في العالم، ويعمل في السياسة، ويهوى البلياردو، ويعشق الكلام الجميل كل صباح من دون أن يمل ولا يكل، ولا يحب أن يشاهد هيفاء وهبي.. وهذه هي القائمة التي عندي!
وكما يبدو، فإن أختنا مديحة كانت وفية أكثر من اللازم للدكتور فيل، وطبّقت نظريته الشهيرة بشكل مزعج، ومن المؤكد أنها ستنتظر طويلاً في محطة العريس المرتقب! لكننا نعود لنقول لا لتقديم التنازلات، ولا للمبالغات، ولا للحب من أجل الحب، ولا لعقل أينشتاين المزعج في التحليل والتدقيق، الذي يشبه دبابة إكس فايف.. عقل مجرد لا يعرف الفرق بين الشريك ولوح السبورة الصماء!
إنها الموازنة في عالم مجنون! الدنيا تغيرت.. «أبل» صنعت ثورة في عواطفنا، ومن دون أن تدري نبّهتنا، وأعطتنا الأمل في غد يحمل ملامح حب بطريقة القرن الجديد! نعم، الآن تقدر أن تقتحم عالم العواطف بعقلك وقلبك معًا.. تستطيع أن تقابل شريك العمر الذي يدق باب العقل، ثمَ يسكن القلب مستعمره للأبد.
حب يسلك درب العقل، وقائمة ثرية من المتطلبات المنطقية، وقناعة إيجابية حقيقية بشريك العمر.. هي رموز المعادلة ومفاتيح النجاح في اختيار شريك حياة مميز لشراكة بلا تاريخ صلاحية.
دمتم ودام الوطن بألف خير، بحب صادق من القلب مجرد من السلبية، مغلف بالنقد البنّاء، والعمل من أجل غد آمن يهنأ فيه أبناؤنا من بعدنا.. وننام في ثراه مطمئنين، بعد أن نكون قد أدينا الواجب على أكمل وجه.